العمرة النظامية- أجر أم مخالفة وخطر على المعتمرين؟
المؤلف: خالد السليمان09.29.2025

يتوافد إلى رحاب مكة المكرمة أعداد جمة من المعتمرين والزائرين، لكن يأسف المرء حين يرى أن طائفة منهم تؤدي العمرة بطرق ملتوية وغير مشروعة. فمنهم من يدخل المملكة بتأشيرات زيارة لا تخولهم أداء النسك، ومنهم من يتوجه إلى الحرم المكي الشريف دون استصدار تصاريح عمرة عبر تطبيق "نسك" المخصص لذلك. والأدهى من ذلك، يلجأ البعض إلى حيل وأساليب ماكرة كارتداء ملابس الإحرام للاندساس بين جموع المعتمرين النظاميين، متجاهلين بذلك الأنظمة والقوانين المرعية. وفي سياق ذي صلة، كشفت هيئة النقل عن ضبط العديد من الحافلات التي تقوم بنقل معتمرين بصورة غير نظامية، مما يزيد الطين بلة.
وهنا يثور تساؤل جوهري: ما هو الأجر الذي يرجوه هؤلاء المتجاوزون للقانون من أداء النسك بهذه الطرق الملتوية، متحدين بذلك توجيهات ولاة الأمر التي تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة والحفاظ على أمن وسلامة المعتمرين والمصلين؟ إنه عين السؤال الذي لطالما وجهته إلى مخالفي الحج الذين يتسللون خلسة لأداء مناسك الحج دون تصريح، متحايلين على القائمين على التنظيم. فأين يكمن الكمال في أداء نسكهم هذا؟ وأين هي النية الخالصة في ابتغاء مرضاة الله وهم يعصون القانون ويتعدون على حقوق الآخرين؟
ومن جانب آخر، يلاحظ المتأمل ضعف الرقابة والتأكد من استخدام تصاريح العمرة. فقد أفادني الكثير من المعتمرين العائدين أن أحداً لم يطلب منهم إبراز التصريح عند مداخل الحرم، مما يعني دخول أعداد هائلة من الأشخاص الذين لا يحملون تصاريح ولا يحق لهم الدخول، وهو ما يزيد من الازدحام بشكل خانق ويتجاوز القدرة الاستيعابية للمكان.
وفي مقال سابق لي، تطرقت إلى مشكلة الازدحام الشديد الذي تشهده العمرة في شهر رمضان المبارك، واقترحت حينها عدة حلول ومقترحات بناءة، آمل أن يلتفت إليها أصحاب القرار. من بين هذه المقترحات، على سبيل المثال لا الحصر، إلزام القادمين للمملكة بغرض العمرة بتقديم حجوزات مؤكدة لأماكن الإقامة، وذلك للحد من ظاهرة افتراش الطرقات والأرصفة. كما اقترح البعض الآخر منع تقديم موائد الإفطار الكبيرة والاكتفاء بتوزيع التمر والماء فقط. ولكن أكثر الاقتراحات التي لفتت انتباهي كان اقتراحاً بتعليق صلاة التراويح والقيام داخل الحرم، وتوجيه المصلين لأدائها في مساجد مكة المكرمة الأخرى، على اعتبار أن مكة كلها حرم والأجر فيها مضاعف وموحد.
في عصرنا الحالي، نمتلك من الوسائل التنظيمية والتقنية المتطورة ما يمكننا من السيطرة على تزايد الحشود وإدارة التفويج بكفاءة عالية. لذا، يجب علينا تفعيل هذه الوسائل بجدية وحزم للحد من مخالفات المعتمرين والزائرين غير النظاميين التي تتسبب في إحداث فوضى وازدحام في الحرم، وتعيق حركة المعتمرين النظاميين وتؤذيهم. ولا بد لنا من الاستفادة القصوى من هذه الوسائل، خاصة وأن لدينا تجربة رائدة ومتميزة في استخدام التقنيات الحديثة وتنظيم الحشود بكفاءة واقتدار!
وهنا يثور تساؤل جوهري: ما هو الأجر الذي يرجوه هؤلاء المتجاوزون للقانون من أداء النسك بهذه الطرق الملتوية، متحدين بذلك توجيهات ولاة الأمر التي تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة والحفاظ على أمن وسلامة المعتمرين والمصلين؟ إنه عين السؤال الذي لطالما وجهته إلى مخالفي الحج الذين يتسللون خلسة لأداء مناسك الحج دون تصريح، متحايلين على القائمين على التنظيم. فأين يكمن الكمال في أداء نسكهم هذا؟ وأين هي النية الخالصة في ابتغاء مرضاة الله وهم يعصون القانون ويتعدون على حقوق الآخرين؟
ومن جانب آخر، يلاحظ المتأمل ضعف الرقابة والتأكد من استخدام تصاريح العمرة. فقد أفادني الكثير من المعتمرين العائدين أن أحداً لم يطلب منهم إبراز التصريح عند مداخل الحرم، مما يعني دخول أعداد هائلة من الأشخاص الذين لا يحملون تصاريح ولا يحق لهم الدخول، وهو ما يزيد من الازدحام بشكل خانق ويتجاوز القدرة الاستيعابية للمكان.
وفي مقال سابق لي، تطرقت إلى مشكلة الازدحام الشديد الذي تشهده العمرة في شهر رمضان المبارك، واقترحت حينها عدة حلول ومقترحات بناءة، آمل أن يلتفت إليها أصحاب القرار. من بين هذه المقترحات، على سبيل المثال لا الحصر، إلزام القادمين للمملكة بغرض العمرة بتقديم حجوزات مؤكدة لأماكن الإقامة، وذلك للحد من ظاهرة افتراش الطرقات والأرصفة. كما اقترح البعض الآخر منع تقديم موائد الإفطار الكبيرة والاكتفاء بتوزيع التمر والماء فقط. ولكن أكثر الاقتراحات التي لفتت انتباهي كان اقتراحاً بتعليق صلاة التراويح والقيام داخل الحرم، وتوجيه المصلين لأدائها في مساجد مكة المكرمة الأخرى، على اعتبار أن مكة كلها حرم والأجر فيها مضاعف وموحد.
في عصرنا الحالي، نمتلك من الوسائل التنظيمية والتقنية المتطورة ما يمكننا من السيطرة على تزايد الحشود وإدارة التفويج بكفاءة عالية. لذا، يجب علينا تفعيل هذه الوسائل بجدية وحزم للحد من مخالفات المعتمرين والزائرين غير النظاميين التي تتسبب في إحداث فوضى وازدحام في الحرم، وتعيق حركة المعتمرين النظاميين وتؤذيهم. ولا بد لنا من الاستفادة القصوى من هذه الوسائل، خاصة وأن لدينا تجربة رائدة ومتميزة في استخدام التقنيات الحديثة وتنظيم الحشود بكفاءة واقتدار!